«حب إيه اللى أنت جاى تقول عليه؟!».. سؤال تشعر الكثير من الأمهات بالرغبة فى توجيهه إلى ابنها عندما يقول لها إنه «يحب صاحبته» فى النادى، أو إلى ابنتها التى «تحب صاحبها» أو زميلها فى الفصل، وهى لم تتجاوز المرحلة الثانوية أو الإعدادية أو ربما حتى الابتدائية، عن المراهقين والعلاقات العاطفية والعلاقات مع الجنس الآخر نتحدث، حيث نناقش معاً فى هذا المقال بعض الأسئلة الهامة.. ما حدود العلاقات الصحيحة بين الجنسين؟ هل يمكن أن تكون هناك صداقة بين الولد والبنت؟ ماذا تفعلين عندما يقع ابنك المراهق أو ابنتك فى «الحب»؟
ما هى أنواع العلاقات الصحيحة بين الولد والبنت؟
أولاً: الزمالة
هى التواجد فى مكان واحد لمصلحة مشتركة «كزمالة العلم، العمل، الجيرة، القرابة.. إلخ»، والزمالة لها ضوابط:
1.الالتزام بالإطار المشترك الذى يجمع أطراف العلاقة «دراسة، عمل.. إلخ»، بحيث لا يتم التطرق إلى التعبير عن المشاعر ومشاركة الأمور الشخصية.
2.الالتزام بضوابط الاختلاط فى طريقة الكلام، والجلسة، والمشية، والمزاح، والملابس، وموضوعات الحديث، وغض البصر.. إلخ.
ثانياً: الحب
له أنواع كثيرة.. ولكننا نقصد هنا الحب الرومانسى بين الرجل والمرأة، والذى يشعر فيه الإنسان بأن العالم اختزل فى إنسان واحد، وأنهما قد صارا شخصاً واحداً.
وللحب الرومانسى بعض الخصائص الخطرة:
1.لا يخضع للمنطق.
2.قد يتحول فى حياة من يعيشه إلى إله يسيطر عليه.
3.وقتى فهو كالشرارة التى تبدأ عملية الاشتعال، لكن يحتاج إلى مجهود للحفاظ عليه.
وكى لا يتحول الحب إلى علاقة غير سوية، يجب ألا يعتمد طرف على الآخر كلياً بحيث لا يستطيع الحياة بدونه، ويجب أن تسير العلاقة فى الطريق الشرعى الذى يبدأ بالخطبة وينتهى بالزواج، وإذا لم يكن الشخص أو الوقت مناسبين.. فيجب أن تعود العلاقة إلى إطار الزمالة، حتى لا ننجر إلى علاقات محرمة كالزواج العرفى، فالحب الرومانسى – كما يقول د. أوسم وصفى فى كتابه «ما هو الحب؟»- قد يكون بوابة تدخل منها السعادة إلى بيوتنا، وقد يكون نافذة تدخل منها رياح الشهوة والاستغلال فتدمر حياتنا، المهم هو أن نعرف متى نفتح الباب ومتى نغلق النافذة.
هل يمكن أن يكون هناك صداقة بين الولد والبنت؟
إن الصديق هو الشخص الذى تستطيع أن تكون معه على طبيعتك، تسعد بمشاركته لك فى الشدة والفرح، تفتقده وتشعر بالسعادة عندما تكون معه، والصداقة بهذا المعنى لا يصلح أن تكون إلا بين اثنين من نفس النوع.. لماذا؟
لأن هناك ميلاً فطرياً بين الذكر والأنثى، هذا «الميل الفطرى» + «الصداقة» = «الحب» أو «الرغبة»، حتى لو أنكر الطرفان ذلك، أو ادعيا أن كل شىء تحت السيطرة.
والسؤال الآن: ماذا أفعل عندما يقول ابنى أنه وقع فى «الحب» أو عندما تريد ابنتى الخروج مع «صاحبها»؟.. لكى نجيب على هذا السؤال، علينا أولاً أن نفهم نفسية أبنائنا فى مرحلة المراهقة.
ما هى الخصائص النفسية لمرحلة المراهقة؟
•هى مرحلة انتقالية من عالم الطفولة إلى الرشد، وتكون مرهقة للابن الذى من داخله لا يزال طفلاً يشعر بالاحتياج، لكنه أيضاً اقترب من النضوج فيحاول أن يبدو من الخارج بمظهر البالغ.
•يريد المراهق التأكيد على هويته ككيان مستقل عن الأسرة وربما عن المجتمع كله.
•سريع وشديد الانفعال، مشاعره غير مستقرة نتيجة الصراع الداخلى لتأكيد هويته ونتيجة للتغيرات الهرمونية.
•مندفع سلوكياً، يمكن أن يعطى حياته لشىء يشبع احتياجه ويهدئ صراعه، كالالتزام الدينى أو علاقة عاطفية، أو شغف بهواية أو مطرب، وقد يتطور الأمر إلى الجنس أو المخدرات إذا لم يجد متنفساً آخر لإثبات هويته والهروب من صراعه الداخلى.
وبناء عليه إليكِ 13 نصيحة هامة
يحتاج المراهق إلى الحب والحنان، والتشجيع والإعجاب، وإلى قضية تستوعب كل حياته، وإلى قدوة تجسد رغبته فى الحصول على هوية مستقرة، لذلك عليكِ أن تحرصى على بعض الأمور الهامة:
1.احترمى مشاعر أبنائك ولا تسخرى منها، وتذكرى نفسك عندما كنتِ فى مثل سنهم، نحن كراشدين نفهم أن مشاعر المراهق ليست حباً وإنما إعجاباً أو رغبة فى التعرف على الجنس الآخر، ولكنه لا يدرك ذلك وربما لا يقبله، فهو يرى أن ما يشعر به حب حقيقى وأنه أول وأخر حب.
2.حاولى إفهامهم أن الحب مشاعر جميلة خلقها الله بداخلنا، وليست عيباً أو حراماً، لكن يجب أن تكون فى الوقت المناسب وللشخص المناسب.
3.اضبطى نفسك.. فالقلق المتزايد عند دخول المراهق فى علاقة قد يمنع الاستماع الحقيقى وتفهم المشاعر.
4.اوجدى أوقاتاً للحديث من القلب مع أبنائك.
5.احكى لهم عن تجاربك فى الحب والعلاقات التى مررتِ بها خلال المراهقة.
6.تجنبى إصدار الأحكام أو إلقاء المواعظ، فالمراهق يحتاج من يرى العالم من منظوره قبل أن يعظه وينصحه.
7.شجعيهم على الكلام من خلال الأسئلة المفتوحة التى تسمح لهم بالتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.
8.علميهم كيف يتعاملون مع هذه المشاعر، إنها مشاعر طبيعية ولا تقدح فى أخلاق أبنائك، لا ضير من أن يعجب المراهق بشخص من الجنس الآخر، لكن عليه أن يتعلم ألا ينساق خلف هذه المشاعر، وألا يعبر عنها بطريقة غير لائقة.
9.شاهدوا الأفلام معاً وتشاركوا وجهات نظركم حول الأحداث والشخصيات، طريقة لفهم أبنائك وتوجيههم بشكل غير مباشر.
10.ابحثى عن صديق راشد وناضج تثقين به لابنك المراهق، لأن المراهقين غالباً ما لا يشعرون بالراحة فى الحديث مع آبائهم.
11.ركزى كلامك مع أبنائك على مشاعرهم وليس على مهاجمة الشخص الذي يقولون أنهم يحبونه، لأن هذا سيجعلهم يتخذون موقفاً دفاعياً.
12.افهميهم أن الشخص الذى نحبه يجب أن يجعلنا نشعر بالسعادة.
13.شجعيهم على الاشتراك فى الأنشطة والرياضات التى تستوعب طاقاتهم وتساعدهم فى تحقيق ذاتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق